التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأقارب هم ليسوا عقارب، خيركم خيره لأهله 💙

 

لماذا بات الناس اليوم يميلون ويحبون ويجتمعون مع  الأصدقاء والجيران والمعارف وحتى الغرباء  وينقطعون عن الأقارب؟؟!

رغم أن خيركم خيره لأهله كما قال النبي عليه الصلاة والسلام⁦💚

ربما لأن العلاقة مع الأقارب هي أكثر تعقيد مقارنة بغيرها من العلاقات و تحتاج لجهد أكثر لإنجاحها والناس اليوم في زمن السرعة يحبون الأشياء السريعة والسهلة..

مع الأصدقاء والمعارف تكون على سجيتك ،لأنك أخترت العلاقة معهم بملئ إرادتك لعدة أسباب، وقادر على إنهائها عندما لاتناسبك..
الأقارب العلاقة معهم أصيلة وقديمة وليست من ضمن خياراتك
فلم يختر أحد  أهله ولا أهل زوجه
أخيه ، أخته ،خاله،حماه ،حماته،عمته،زوجه عمه، أخت زوجه ،زوجة أخيه، ألخ من الأشخاص المقربين الذين باتوا اليوم شبه غرباء عند بعض الأسر  للأسف؟!

لأن أغلب علاقات القرابة غير منظمة في مجتمعاتنا والحقيقة إنه لأمر محزن...
فغالبآ تكون
أما شبه منقطعة بسب قلة التواصل
أو مليئة بالإشكالات بسبب سوء التواصل

قلة التواصل يعود للإختلاف في الرؤية،و نمط الحياة والمبادئ والقيم ، والإنشغال بالحياة ومتطلباتها و أحيانآ ماضي سيئ تحمله تلك العلاقات فتصير المسافات المهرب الوحيد للبعض

سوء التواصل يعود لأسباب مشابهة لقلة التواصل بفارق بسيط ،يصبح ثمة تواصل لكن فيه خلل، بسبب غياب التفاهم والمحبة والقبول ومنح الحرية والإحترام وبسبب مشاكل داخلية عند كل فرد يسقطها على الآخر بغير وعي.

الآن عزيزي القارئ ماالحل إذآ؟

دائمآ ثمة قاعدة إجتماعية رائعة في مجال العلاقات أحبها جدآ  هي
_ أن تبدأ بنفسك أولآ من حيث الإستماع. القبول. التفهم ، وأولهم الصدق والوضوح نعم الصدق في التعامل العلاقات التي لاتبنى على صدق ستبقى فيها فجوة وجفاف لن ينتهي

_ إظهار المحبة والتقدير  ، شعور المرء كونه محبوب ومقدر يجعله يستمر بأي علاقة للأبد

_ عدم الكلفة ، واحدة من أهم أسباب التباعد اليوم بين الأقرباء هي المبالغة في التكلف بكل شيئ ،الكلفة تقلل الإلفة !؟

_ إحترام الخصوصية ،إحترام المسافات،إحترام الوقت، إحترام الكائن الذي تعامله بكل تفصيلاته

_ عدم إطلاق الأحكام ، وحسن الظن ،وحسن النوايا، من جمال حسن الظن والنوايا أنها تبدأ بصاحبها فترفقها السكينة والسلام ،كذالك الأمر  بالنسبة لسوء الظن والنوايا أيضآ تبدآ بصاحبها فتقتله وهو حي

_ معرفة الحقوق والواجبات ،فلا تطالب بحقك قبل أن تؤدي واجبك ،ولاتعاتب ولا تحاسب ، بل تنشغل بكونك تؤدي واجبك بحق وحب وصدق أولآ
وصدقآ من يصدر تلك المشاعر يتلقها حتمآ

حيث أن الجهل بتعامل الصحيح والحقوق والواجبات  وإحترام المبادئ والقيم التي تجمعنا ومعرفة حدودنا وحدود الآخر خلق التباغض والتباعد والقطيعة بين الأقرباء وهذه مشكلة كبيرة تتبعها مشاكل أكبر مستقبلآ للأسف.

لذا من اليوم إبدأ بنفسك
أجعل أجمل مافيك يفيض على من حولك إبتدائآ من إسرتك الصغيرة ،فالكبيرة، وإن كان ثمة خير بداخلك أبدأه بالأقربون
سواء بالكلمة الطيبة، أو الإبتسامة ،أو حسن التعامل ،أو إحترام الخصوصية،او التغافل حتى.

لأن في النهاية الأجدر والأحق ببناء العلاقة السليمة معهم هم الأقرباء ومن المؤلم حقآ أن نرى كل ذاك التباعد ، حيث من المهم أن نبدأ بأنفسنا لتغيير الواقع ،
ونعود مجددآ للقاعدة الرائعة
فرد واحد واعي وصالح قادر أن يغير مجموعة حتى لوصغيرة في محيطه؟!

دمتم بخير💙

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا تأخذ كل شيئ على محمل شخصي؟!

  تخيل أنك وعاء كبير والكل يرمي به مايفيض منه من أفكار ومشاعر وظنون تارة سلبية وتارة إيجابية كما يبدو لك!؟ في الحقيقة قد تصبح هذا الوعاء، مجرد أن تسمح لنفسك أن تأخذ كل مايدور حولك من تصرفات صادرة من الآخرين على محمل شخصي! قد تقول لي  أصلآ ذاك الذي شتمني وأنا أسير  وإصطدمت به من دون قصد كان ينظر إلي ويقصدني؟ أو تلك المرأة التي رمقتني صباحآ بنظرة غريبة كانت زميلتي في العمل؟ وهذا،وهاتيك عزيزي القارئ كل إناء بما فيه ينضح، وهذا حال الطبيعة البشرية ، كل إنسان يتصرف وفق وعيه وإدراكه وبيئته وثقافته وأخلاقه وظرفه أحيانآ! ونحن متدرجون في هذا .. فلذالك من المهم جدآ أن تفهم وتميز مايدور  حولك، وماتتلقاه من الآخر، وتترك مسافة أمان تجعلك تحمي نفسك وتحمي الآخر من ردة فعل قد تكون غير موفقة سواء لك أو له... فغالبآ الشخص لايكرهك لكنه يكره نفسه ولاينتقدك دائمآ عبثآ لكنه غير راض عن ذاته ويشتمك لأنه لم يتعلم وسيلة أفضل للتعبير عن غضبه وينتقص منك لأن شعور النقص بداخله وقد يغدق عليك حب وإهتمام كبير اليوم وغدآ يهملك لأنه مزاجي أو غير متوازن في علاقاته.. دائمآ ثمة قاعدة أساسية لفعل الشخص هي قائم

حربك الحقيقية هي مع نفسك؟!

 كذبت على نفسك وصدقت الكذبة ، بأن معاركك خارجية.....  مع والدك، شريك حياتك، صديقك، إبنك، حماتك، جارك، البائع المجاور، عمدة المدينة، الظروف الإقتصادية والإجتماعية وغيرها الكثير.... لكن في الحقيقة معاركك داخلية رغم أنفك مع نفسك .... حروبك الحقيقة تخوضها مع نفسك لكنك تهرب منها إلى الخارج....رغم إنها داخلية حربك الحقيقة ياعزيزي مع صدمات طفولتك...مع جروح مراهقتك....مع أولى علاقاتك داخل أسرتك حروبك تعتمد على مدى صلابة بنيتك النفسية ... وأفكارك ...ومعتقداتك....مع نظرتك ورؤيتك للحياة وتصوراتك عنها....مع درجة وعيك...ومستوى إيمانك....ومدى قدرتك وإرادتك لتواجه حقيقتك ...وأحيانآ مخاوفك؟ والحرب دائمآ تحتاج لأبطال لتخرج منها منتصر؟ البطولة عزيزي القارئ 1.أن تتقبل هزائمك بصدر مفتوح ، لأن الهزيمة دليل على خوض المعركة ..لايهزمون القاعدون.  2. أن تعرف من أنت وماذا تريد وتحدد هدفك وتسير ولو حبوآ تجاه ماتريد كل يوم. 3. أن لاتقبل أن تعيش دور الضحية ،وتتحمل مسؤولية مايحصل لك.  4. أن تختار معاركك . بعض المعارك لا جدوى منها ،بعض الطرق السير فيها ضياع للوقت، بعض الأشخاص إستنزاف للطاقة... فكر جيدآ قبل أن تخوض ت

صوتك الداخلي🌷

 لو كان بإمكانك التحكم في الصوت الذي بداخلك، وإنتقاء أفكارك، بماذا ستخبر نفسك ؟! ربما أول ما يخطر  في بالك   إنك ستطمئنها، ستربت عليها بأفكار أقل حدة، ستخبرها أنك تستحق حياة تشبهك  وكل مخاوفك لن تتحقق في النهاية ... أو ربما ستختار أن تمتن لمن أنت عليه اليوم ، أنت فقط تعرف نفسك، وتعرف كم تغيرت و كم حملت فوق ظهرك ،وكيف إلى هنا وصلت ، تعرف أن الطريق طويل وإنك أحيانآ تتعب لكن لا تستسلم..... ممكن أيضآ أن تخبرها بأنك ستجد تلك الإجابات يومآ ما؟ لتلك الأسئلة التي أقضت مضجعك، ستغفر لأولئك الذين تركوا ندوب بداخلك ، ستمضي أكثر خفة وستعتني بهذا القلب أخيرآ أو ربما ستختار أن تصمت...  ويلف روحك الصمت كأنما يحضنك فلا تعود قيمة للكلمات .... أفكارنا تشكل مشاعرنا ومشاعرنا تحرك أفعالنا وفي النهاية أفعالنا تشكل واقعنا وعالمنا من الداخل إلى الخارج.... علاقتك بنفسك تحددها أفكارك  وعلاقتك مع الآخر أيضآ وكلما تحسنت جودة أفكارك تحسنت جودة حياتك وعلاقاتك.. كونوا بخير💙