التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لست أفضل من أحد ولا أحد أفضل منك 💙

 

منذ أن كنت طفلة كنت أحب مراقبة الجلسات الإجتماعية بفضول، والسلوكيات التي تظهر فيها من الأفراد المحيطين ،  وألحظ كم الإنسان أمام أخيه الإنسان يتوارى عن حقيقته...
لأنه في داخله يخبئ شيئ أو يستحي من شيئ آخر ،  لا يحب ولايقدر  ذاته كفاية، فيرجع أي شيئ يحبه ولم ينوله بعد إلى شعور بالحاجة أو النقص أو الغيرة ...
بل ويخلق معاناة بداخله بسبب هذا الشعور و أحيانآ يغطي عليه بلا وعي  بسلوكيات هدامه مثل التفاخر أو الغرور أو الإنتقاص من غيره أو إنتقاده أو السيطرة عليه

فتشعر إمرأة بالنقص لأنها ربة منزل وصديقتها سيدة أعمال

ويشعر رجل بالنقص لأنه يملك مالآ أقل مما يملك أحد أقربائه

وآخر يشعر بالنقص لأنه لم يكمل تعليمه. ...
و أحد ما بسبب  شيئ ما يراه عيبآ بجسده  ..

وأشياء لا تعد ولا تحصى يسجن بها المرء ذاته  أمام نفسه والآخر....بسبب المقارنة الهدامة

والآخر نفسه ثمة نقص آخر يعيشه!؟

كيف يأتي الشعور بالنقص ؟! وهل هو شعور يدمر أم يبني ويجعل الإنسان شخص أفضل؟


عزيزي القارئ
مجرد أن يمر عليك هذا الشعور أفتح يديك وتقبله، إسأل نفسك لماذا تعيشه ؟
ستكتشف أساس هذا الشعور هو تعظيمك للآخر وتصغيرك وعدم تقديرك لنفسك وبتالي قلة ثقتك فيها؟
ربما تقول لي لكن هذا الذي امامي الذي أشعر بالنقص أمامه أو الغيرة منه
هو أعلم مني أو أغنى أو أجمل أو حقق أكثر أو أنجز أشياء أهم!

‌أتفهمك جيدآ لكن يجب 👇

أولآ _ تذكر شيئ هام جدآ وضعه نصب عينيك دائمآ وكرره دائمآ كلما إختل توازنك
(لست أفضل من أحد ولا أحد أفضل مني)
مهما بدا لك عكس ذلك فكل مايبدو أمام ناظريك ماهو إلا جزء بسيط جدآ من حقيقة الأشياء

ثانيآ_ قيمتك الحقيقية أنك روح  مكرمة من الله ، وكلما عرفت ذلك وسرت في طريق كمالك الإنساني ذقت الثقة والإمتنان،
لا يقيمك بشر مثلك ولا يؤثر عليك حتى لو كان  بنظرك أجمل أو أغنى أو أعلم منك ،دعك من تلك التصنيفات
فأكثر الناس لايفقهون ،لايعقلون، لايدركون
كل شيئ نسبي... ودائمآ الناس تنجر كالقطيع وراء ما يروج له

ثالثآ_ لاتقارن نفسك بأحد ،أنت كيان فريد مميز لايشبه أحد، قارن نفسك بنفسك من قبل ،  وطور ذاتك دائمآ وسر بطريق الترقي والفلاح  بالطريقة التي تحبها وتشبهك وتناسبك بغض النظر عن المحيط وعن الدارج

رابعآ _  أعمل على شيئ يجعلك تشعر بالإنجاز، أنجز في أي مجال تحبه وأبدع فيه حتى لو كان بسيطآ، شعور الإنجاز يزيد الثقة بالنفس

خامسآ_ كن أنت ، أحبب ذاتك و كن واثقا بنفسك،بتركيبتك،بشكلك، ببيئتك ،بدرجة تعليمك،بمستواك المادي، بتجاربك، تلك الثقة التي تجعلك تحب ذاتك وتسعى للإرتقاء بها كل يوم وعلى كل الأصعدة وتختار لها دائمآ الأفضل.

سادسآ_ مشاعر النقص أو الغيرة أو عدم الثقة بنفس هي تدمير ذاتي ممنهج لك، لا تدعها تسيطر عليك ،إقبلها، تفهمها، بدلها لمشاعر وسلوكيات إيجابية

وتذكر دائمآ أن لاشيئ يدوم والإنسان الذي أنت اليوم لايشبه ماتكونه غدآ ...
و الذي يربط سلامه النفسي وسعادته بما يملك أو بما سيحصل عليه أو يحققه، أو برأي الناس به ،يظل لاهثآ طوال حياته وراء سراب ووهم، لأنه دائمآ  يريد المزيد ،ويحصل على المزيد، ولا يشعر بالكفاية بل يزيد ألمه ويخلق معاناة جديدة كل مرة للأسف

لذا الإنسان المقدر لذاته والواثق بنفسه ، والمتقبل لها يتطور ويرتقي بمتعة وسعادة ولا يقارن نفسه بالأخرين ،بل بما كان عليه سابقآ ،ويدرك جمال المرء بفرديته فلكل منا بصمة مختلفة .

يقال
(الناس يفشلون كثيرآ ، ليس فقط بسبب نقص القدرات وأنما أيضآ بسبب النقص في الإلتزام )

دمتم بخير💙

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإيجابية المزيفة🌺

 فخ كبير يقع به كثير من الأشخاص الذين أختارو تطوير أنفسهم و السير بطرق الوعي والتنمية الذاتية... الإيجابية المزيفة؟!  هل حقآ تستطيع أن تكون دائمآ متفائل ،مبتهج، منطلق ، وسعيد؟ وإن كنت عكس ذالك، هل يعني إنك سلبي !  ويجب أن تشعر بذنب حيال ذالك ،بل تهرب من شعورك بأي ثمن يجعلك على عكس حقيقتك ؟! وهذا بحد ذاته مشكلة ؟! عزيزي القارئ❤️ السعادة ،التفائل ، الحماسة, الإبتهاج😍 مشاعر.. مثلها مثل الألم ،الحزن، الخمول، اليأس🥺... وأنت كيان فيه كل المشاعر، وكل الأحاسيس💙🤍💚💛❤️  هذا جزء من طبيعتك..  وقد تخطئ👎 عندما تعتقد أن الإيجابية هي السعادة والتفائل بشكل دائم خلال اليوم ، ويجدر بك أن  تقاوم أي مشاعر سلبية مما يجعلك غير قادر على إدارة مشاعرك و قد تغرق بالإحباط أكثر فأكثر ... مما يعيق تقدمك في الحياة.... الإيجابية الحقيقية:👇  هي أن تعرف كيف تدير مشاعرك و ظروف حياتك المختلفة ،وفقآ للمعطيات التي بين يدك ،  بحكمة ، وبأقل الخسائر فتتناغم مع الأحداث بروية وتقبل وتسمح لها بالحدوث ثم تفهم جذرها ، ورسالتها... المشاعر السلبية هي إشارة  لتكون وسيلتك لترتقي 🌷......

هل تحيا بالخوف أم الحب؟

 تتابع الآخبار العامة فتشعر بالخوف؟ تجلس مع الناس منخفضي الوعي تشعر بالخوف؟ تتصفح وسائل التواصل تشعر بالقلق كثيرآ وبالراحة قليلآ؟ وتعود لنفسك أخيرآ أيضآ هاهنا الخوف أفكارك، تبث مخاوفك،  فتشرب الدواء خوفآ من المرض! وترضي المقربين على حساب نفسك خوفآ من الشعور بالذنب ا! وتتزوج خوفآ من كلام الناس! وتنجب الأطفال خوفآ من الوحدة! وتصلي خوفآ من النار! وتخبئ نعمك وتتحدث عن آلامك خوفآ من الحسد! وتأكل بإضطراب خوفآ من البدانة! وتمارس التمارين خوفآ من التقدم بالعمر ! ولاتعطي خوفآ من الفقر؟!..... إسأل نفسك أنت تشبه النموزج السابق؟ ماالذي يحركك الخوف أم الحب؟ ماهو مقدار سماحك لصوت الخوف أن يعبث بك؟ إما أن يقودنا الخوف أو عكسه الحب⁦❤️⁩ فتتغير المعادلة بشكل جذري ، ويظهر الخوف لكن بخجل هذه المرة. من يتذوق طعم الحب ، يشفى من الخوف وثمن الحب غال جدآ  أولآ إتصال عميق بمصدره الودود ثم بنفخة روحه بداخلك التي تتجلى  بتقدير ذاتي عال ، يؤدي الى نفس مطمئنة تؤدي واجباتها ضامنة حقوقها  ،وروح سامية متصلة بسماء ، وأخلاق راقية وأفكار نظيفة ، ووجهة واحدة ...حيث الحب الأبدي  "يحبهم ويحبونه"...

صوتك الداخلي🌷

 لو كان بإمكانك التحكم في الصوت الذي بداخلك، وإنتقاء أفكارك، بماذا ستخبر نفسك ؟! ربما أول ما يخطر  في بالك   إنك ستطمئنها، ستربت عليها بأفكار أقل حدة، ستخبرها أنك تستحق حياة تشبهك  وكل مخاوفك لن تتحقق في النهاية ... أو ربما ستختار أن تمتن لمن أنت عليه اليوم ، أنت فقط تعرف نفسك، وتعرف كم تغيرت و كم حملت فوق ظهرك ،وكيف إلى هنا وصلت ، تعرف أن الطريق طويل وإنك أحيانآ تتعب لكن لا تستسلم..... ممكن أيضآ أن تخبرها بأنك ستجد تلك الإجابات يومآ ما؟ لتلك الأسئلة التي أقضت مضجعك، ستغفر لأولئك الذين تركوا ندوب بداخلك ، ستمضي أكثر خفة وستعتني بهذا القلب أخيرآ أو ربما ستختار أن تصمت...  ويلف روحك الصمت كأنما يحضنك فلا تعود قيمة للكلمات .... أفكارنا تشكل مشاعرنا ومشاعرنا تحرك أفعالنا وفي النهاية أفعالنا تشكل واقعنا وعالمنا من الداخل إلى الخارج.... علاقتك بنفسك تحددها أفكارك  وعلاقتك مع الآخر أيضآ وكلما تحسنت جودة أفكارك تحسنت جودة حياتك وعلاقاتك.. كونوا بخير💙