التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من أنا؟!

 


سأل أحدهم رجل تبدو عليه معالم الصلاح
من أنت؟
من جماعة من؟
أجاب الرجل الصالح بإبتسامة محيرة قائلآ
أنا من جماعة اللاشيئ...
وسئل آخر نفس السؤال فأجاب أنا كل شيئ...

كلٌ يرى نفسه ويجيب على السؤال بحسب وعيه لذاته...
ونحن كبشر متدرجون بالوعي والعلم والمعرفة...
لكن
لطالما كان بداخلنا توق لمعرفة إجابة سؤال
من أنا؟!!

بعضهم قد يعيش ويموت دون أن يدرك إجابة السؤال
وبعضهم يظل يتخبط في الحياة باحثآ عن نفسه
وقلة من يعرفون أنفسهم ويدركون معنى وجودهم..

من أنا؟
لمن أنتمي؟
أنا أنا ..أم أنا اناة عدة؟
عزيزي القارئ
أنت روح من الله هذا أصلك  وهنا تجد موطنك


وعند الروح تجد الإلهام والسكينة والطمأنينة والسلام
وتسمى الذات الحقيقية


وثمة ذات مزيفة
التي هي صورتك الظاهرة للعيان، أسمك ،أسم عائلتك، شهاداتك،ممتلكاتك، أعمالك الظاهرة
وذاتك المزيفة تتبع نفسك
التي ممكن أن تكون مطمئنة أو لوامة أو أمارة بسوء ، على حسب تربيتك لها!؟

الذات المزيفة   دائمآ تحاول شدك للأسفل  فتغويك وتجعلك تعاني وتكبر أوهامك وتقنعك بالباطل وتزينه لك حيث أن أغلب مشاكل الإنسان سببها نفسه؟!

أما ذاتك الحقيقية أو روحك
تسمو بك للأعلا  فتأخذك للخير، للحق، للحب،  للصدق، للجمال، لكل القيم السامية
لأنها لاتعترف بالأنا
مهمتها العلو ،السمو،الإرتقاء، معرفة رسالتها، تأديتها بحب ،والرجوع لموطنها حيث الرحمن الرحيم

لذا دائمآ تجد أن ثمة من تقوده ذاته المزيفة أو نفسه
ومصيره الهلاك
وثمة من تقوده ذاته الحقيقية أو روحه ومصيره الحب
من الآن أبدأ راقب أناك بصدق
وأفهم من يقودك ومتى
هذه المراقبة وهذه الرحلة في فهم نفسك قد تأخذ عمر بأكمله وأنت تسعى جاهدآ  لأن تقودك روحك لكن لابأس  عزيزي القارئ
مجرد أن تقرر أن تتبع روحك وتخالف وتربي نفسك على الحق ..فأنت دخلت بمضمار النور  حتى وإن سقطت ونهضت مئات المرات  لا يهم مادمت في النهاية تعرف بوصلتك..

يقول أفلاطون
"المعرفة هي غذاء الروح"

وثمة من قال

"أتبع روحك فهي تعرف الطريق"


دمتم بخير💙

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإيجابية المزيفة🌺

 فخ كبير يقع به كثير من الأشخاص الذين أختارو تطوير أنفسهم و السير بطرق الوعي والتنمية الذاتية... الإيجابية المزيفة؟!  هل حقآ تستطيع أن تكون دائمآ متفائل ،مبتهج، منطلق ، وسعيد؟ وإن كنت عكس ذالك، هل يعني إنك سلبي !  ويجب أن تشعر بذنب حيال ذالك ،بل تهرب من شعورك بأي ثمن يجعلك على عكس حقيقتك ؟! وهذا بحد ذاته مشكلة ؟! عزيزي القارئ❤️ السعادة ،التفائل ، الحماسة, الإبتهاج😍 مشاعر.. مثلها مثل الألم ،الحزن، الخمول، اليأس🥺... وأنت كيان فيه كل المشاعر، وكل الأحاسيس💙🤍💚💛❤️  هذا جزء من طبيعتك..  وقد تخطئ👎 عندما تعتقد أن الإيجابية هي السعادة والتفائل بشكل دائم خلال اليوم ، ويجدر بك أن  تقاوم أي مشاعر سلبية مما يجعلك غير قادر على إدارة مشاعرك و قد تغرق بالإحباط أكثر فأكثر ... مما يعيق تقدمك في الحياة.... الإيجابية الحقيقية:👇  هي أن تعرف كيف تدير مشاعرك و ظروف حياتك المختلفة ،وفقآ للمعطيات التي بين يدك ،  بحكمة ، وبأقل الخسائر فتتناغم مع الأحداث بروية وتقبل وتسمح لها بالحدوث ثم تفهم جذرها ، ورسالتها... المشاعر السلبية هي إشارة  لتكون وسيلتك لترتقي 🌷......

هل تحيا بالخوف أم الحب؟

 تتابع الآخبار العامة فتشعر بالخوف؟ تجلس مع الناس منخفضي الوعي تشعر بالخوف؟ تتصفح وسائل التواصل تشعر بالقلق كثيرآ وبالراحة قليلآ؟ وتعود لنفسك أخيرآ أيضآ هاهنا الخوف أفكارك، تبث مخاوفك،  فتشرب الدواء خوفآ من المرض! وترضي المقربين على حساب نفسك خوفآ من الشعور بالذنب ا! وتتزوج خوفآ من كلام الناس! وتنجب الأطفال خوفآ من الوحدة! وتصلي خوفآ من النار! وتخبئ نعمك وتتحدث عن آلامك خوفآ من الحسد! وتأكل بإضطراب خوفآ من البدانة! وتمارس التمارين خوفآ من التقدم بالعمر ! ولاتعطي خوفآ من الفقر؟!..... إسأل نفسك أنت تشبه النموزج السابق؟ ماالذي يحركك الخوف أم الحب؟ ماهو مقدار سماحك لصوت الخوف أن يعبث بك؟ إما أن يقودنا الخوف أو عكسه الحب⁦❤️⁩ فتتغير المعادلة بشكل جذري ، ويظهر الخوف لكن بخجل هذه المرة. من يتذوق طعم الحب ، يشفى من الخوف وثمن الحب غال جدآ  أولآ إتصال عميق بمصدره الودود ثم بنفخة روحه بداخلك التي تتجلى  بتقدير ذاتي عال ، يؤدي الى نفس مطمئنة تؤدي واجباتها ضامنة حقوقها  ،وروح سامية متصلة بسماء ، وأخلاق راقية وأفكار نظيفة ، ووجهة واحدة ...حيث الحب الأبدي  "يحبهم ويحبونه"...

لو إطلع كل منا على قلب الآخر لأشفق عليه؟!

  (لو إطلع كل منا على قلب الآخر لأشفق عليه)  جملة رهيبة ،عميقة، قالها الدكتور مصطفى محمود رحمه الله ... في العلاقات الإجتماعية كلنا نبتغي الراحة والسلام والسعادة . لكن، تنشأ الخلافات وسوء التفاهم حتى مع أقرب الناس لنا أحيانآ ؟ الخلاف منشأه الإختلاف والإختلاف يجب  أن يحترم.. لأن كل إنسان هو أبن عالمه الداخلي  طفولته،أفكاره ،مشاعره، صدماته ، بيئته، إختلافه ، درجة وعيه، جوهره المميز الذي لايشبه أحد سواه. ولو كنا متشابهين لما كان ثمة حاجة من وجودنا أصلآ ،هذا التناغم الفريد بين عدة أفراد  كل  له كيانه الخاص هو مايميزنا.. عزيزي القارئ نعود لجملة أشفق عليه ،لو إطلع على قلبه لأشفق عليه، لماذا؟ لأن القلوب في النهاية لاتنشد سوى الحب والصفاء . وكل المشاعر التي تعاكس تلك الحالة هي تعذب هذا القلب وكأنها نار تحرقه وفي النهاية لا أحد يريد النار ...لكن جهلنا عن معنى الجنة القلبية ...يجعلنا نسير على خطوات النار واهمين إنها الجنة الكبر، الحقد، الغل، الحسد، الكره ، المعاناة نار القلب الحب ،القبول،المغفرة، الصفاء ،البهجة ، جنة القلب لم يعي الناقم كم نقمته تؤذيه ولم يعي الحزين ...