تخيل أنك وعاء كبير والكل يرمي به مايفيض منه من أفكار ومشاعر وظنون تارة سلبية وتارة إيجابية كما يبدو لك!؟
في الحقيقة قد تصبح هذا الوعاء، مجرد أن تسمح لنفسك أن تأخذ كل مايدور حولك من تصرفات صادرة من الآخرين على محمل شخصي!
قد تقول لي أصلآ ذاك الذي شتمني وأنا أسير وإصطدمت به من دون قصد كان ينظر إلي ويقصدني؟
أو تلك المرأة التي رمقتني صباحآ بنظرة غريبة كانت زميلتي في العمل؟
وهذا،وهاتيك
عزيزي القارئ
كل إناء بما فيه ينضح، وهذا حال الطبيعة البشرية ، كل إنسان يتصرف وفق وعيه وإدراكه وبيئته وثقافته وأخلاقه وظرفه أحيانآ!
ونحن متدرجون في هذا ..
فلذالك من المهم جدآ أن تفهم وتميز مايدور حولك، وماتتلقاه من الآخر، وتترك مسافة أمان تجعلك تحمي نفسك وتحمي الآخر من ردة فعل قد تكون غير موفقة سواء لك أو له...
فغالبآ الشخص لايكرهك لكنه يكره نفسه
ولاينتقدك دائمآ عبثآ لكنه غير راض عن ذاته
ويشتمك لأنه لم يتعلم وسيلة أفضل للتعبير عن غضبه
وينتقص منك لأن شعور النقص بداخله
وقد يغدق عليك حب وإهتمام كبير اليوم وغدآ يهملك لأنه مزاجي أو غير متوازن في علاقاته..
دائمآ ثمة قاعدة أساسية لفعل الشخص هي قائمة بداخله وغير مرتبطة بالآخر!
لذا من المهم جدآ أن تتفهم هذا الأمر وتسعى جاهدآ لتكتسب تلك المرونة النفسية التي تجعلك لا تحمل الأشياء على محمل شخصي
وتتعاطف مع نفسك بعدم زجها بمهاترات لاطائلة منها ، وتتعاطف مع الآخر لأنه قد يكون ثمة أمر ما أو موقف جعله يتصرف على هذا الشكل أو نحوه ولا تحكم عليه مباشرة ...
ففي النهاية كلنا من نفس واحدة رغم إختلافنا وتنوعنا ويجدر بنا دائمآ أن نحسن التعامل مع أنفسنا والآخرين..
وعدم أخذ الأمور بشكل شخصي وسيلة تريحك وتريح الآخر في التعامل معك وتحميك من هدر كبير لأعصابك وطاقتك
دمتم بخير 💙
تعليقات
إرسال تعليق